ارتفع عدد السياح المتوافدين على التراب المغربي، من مختلف بقاع العالم خلال فترة يناير إلى غاية أبريل من السنة الجارية، إلى ما يقرب 3.6 ملايين زائر؛ وذلك بعد قفزة كبيرة نقلت السياح القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما يفوق 14 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، وتلتها إيطاليا بنسبة ارتفاع بلغت 13 في المائة، وإسبانيا وفرنسا بنسبة 9 في المائة.
وحسب إحصائيات مرصد السياحة، فقد وصلت نسبة زيادة زيارة الألمان 8 في المائة، وهولندا 7 في المائة، وتلتها بلجيكا بنسبة 5 في المائة، ثم المملكة المتحدة البريطانية 4 في المائة، وهو ما بلغ مجموعه العام نسبة 6 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية.
وشكلت أكادير ومراكش أهم مستقطبين للسياح فقد بلغ مجموع ليالي المبيت خلال الفترة 58 في المائة، بارتفاع وصل 7 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وسجلت مدينة طنجة زيادة بلغت 10 في المائة، وتلتها الرباط وفاس بنسبة تراوحت بين 4 و2 في المائة؛ لكن في المقابل تراجعت الدار البيضاء بنسبة 1 في المائة، وبلغ عدد السياح ارتفاعا اقترب من 12 في المائة مقارنة مع شهر أبريل من السنة الماضية.
إلى ذلك، احتفظ المغرب بجاذبية لدى الأسواق التقليدية؛ ومن بينها إيطاليا وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبلجيكا والمملكة المتحدة البريطانية وهولندا.
وفي هذا الصدد، قال المهدي فقير، خبير اقتصادي، إن « المغرب له مؤهلات سياحية كبيرة؛ لكنها غير مستغلة مع كامل الأسف »، مشيرا إلى أن « السياحة معطى متكامل يستحضر الجميع، ولا يجب الفصل فيه بين السياحة الخارجية والداخلية، والمطلوب منها تحريك الاقتصاد، وهو الدور الذي تتكفل به السياحة الداخلية بقوة خلال السنوات الماضية ».
وأضاف فقير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن « الأهم هو إقناع المغاربة بتعزيز السياحة داخل بلدهم، وكذا الحفاظ على العملة الصعبة التي تلج المملكة »، مشددا على أن « السياحة يمكنها أن تلعب أدوارا كبيرا على مستوى النموذج التنموي الجديد »، وزاد: « مسألة ضم الصناعة التقليدية والطيران المدني لوزارة السياحة محمودة، حيث تشكل عماد هذين القطاعين، وبإمكانها الدفع بهما ».
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن « فضاءات الاستقبال عليها أن تتحسن أكثر، إضافة إلى الرقي بالسلوك في علاقته بالسياح؛ فالعديد منهم يعامل كبقرة حلوب، ويتعرض للتحرش والمضايقة وغيرها »، مطالبا « الفاعلين السياحيين بالخروج من قوقعتهم والمبادرة بدورهم، من أجل الدفع بالسياحة إلى الأمام وعدم المراهنة على الدولة دائما ».