أكد الأستاذ الجامعي في الاقتصاد، عز الدين سعيدان، لدى تدخله الإثنين 30سبتمبر 2019، في برنامج “إيكوماغ”، أن انتعاشة الدينار حدثت بالتوازي مع ارتفاع في مخزون تونس من العملة الأجنبية.
حيث أوضح سعيدان، أن الأسباب الفعلية التي أدت إلى نزول الدينار وسعر العملات سابقا لم تنتفي وإنما زادة سوءا وذلك بالنظر إلى جميع المؤشرات الاقتصادية من نسبة النوم الاقتصادي وعجز الميزان التجاري ونسبة التضخم المالي ومستوى الدين العمومي والدين الأجنبي.
وفي السياق نفسه، أضاف سعيدان أن السبب وراء انتعاشه الدينار وارتفاع مخزون العملة الأجنبية ليس اقتصاديا أو ماليا فقط، وإنما تعود إلى عمليات الاقتراض الكبيرة التي قامت بها تونس منذ بداية السنة الحالية والتفويت في مؤسسة بنكية ومؤسسة تأمين لفائدة مستثمرين أجانب.
وأشار سعيدان إلى أن هذين السببين تم استعمالهما لغرضين أساسيين؛ هما إغراق سوق الصرف بالعملة الأجنبية ومحاولة التخفيض من سعر العملة كي ينتعش الدينار في المقابل أولا، وثانيا استعمال جزء من هذه الأموال في الترفيع في رصيد البلاد التونسية من العملة الأجنبية، وفق قوله.
وبخصوص تصريحاته السابقة حين توقع بتراجع قيمة الدينار مباشرةً بعد الانتخابات الحالية، أوضح سعيدان بأن انتعاشة الدينار التونسي كانت “مُصطنعة” لأغراض سياسية بحتة وأنه لا وجود لأي سبب موضوعي اقتصادي مالي “إلى خلينا نفهموا علاش انتعش الدينار بهذا الشكل رغم تراجع المؤشرات الاقتصادية”، وفق تعبيره.
تابع عز الدين سعيدان، بأن الدولة اقترضت بشكل مشط لخلق “انتعاشة مُفتعلة”، مشيرا إلى ارتفاع معدل الدين الأجنبي خلال سنتين بنسبة قياسية تُقدر بـ70،%، من 62 مليار دينار سنة 2016 إلى 104.5 مليار دينار نهاية 2018، مضيفا ان تونس قد اقترضت منذ بداية السنة الحالية بشكل كبير إلى درجة أن اصبح الدٌين الأجنبي يمثل أكثر من 100% من الناتج الداخلي الإجمالي، حسب قوله.
إلى ذلك شكك سعيدان في استقلالية البنك المركزي قائلا: “لو كان البنك المركزي استعمل صُلاحياته المتأتية من استقلاليته الكاملة ماكناش نوصلوا للوضعية هذه”.
وفي سياق متصل شدد سعيدان، على أن الدينار سيعرف تراجعا بعد الانتخابات وفق المنطق المالي والاقتصادي، موضحا أن لا وجود لأي أغراض سياسية بعد ذلك للتضحية بالتوازنات المالية لتونس بهجف الترفيع المفتعل في قيمة الدينار والعملة الأجنبية.
