على اثر الانهيار التاريخي وغير المسبوق لأسعار النفط الأمريكي (تسليم شهر ماي)، نشر وزير الطاقة والمناجم، منجي مرزوق، تدوينة مقتضبة على فيسبوك، حول مدى استعدادات تونس لتخزين النفط والاستفادة من هذا الظرف الملائم في ظل تداعيات وخيمة لجائحة كورونا على ميزانية الدولة.
وكتب: « في تونس بالاستهلاك العادي سعة الخزن تقارب الثلاثة اشهر، في العديد من الدول الخزن القانوني بين شهرين وثلاثة اشهر من التوريد ».
وفي تفاعله مع بعض الأسئلة التي وردت عليه اثر نشره هذه التدوينة كتب: » على المدى القريب أخذنا قرارات في الخزن، حسب السعة والكلفة، وكلفة التمويل، والاستهلاك »، مردفا بالتوضيح: « بدأنا بالتخزين منذ شهر مارس »، في اشارة واضحة الى عامل محدودية طاقة التّخزين بشكل عام وبالتالي محدودية قدرة تونس على التوريد حتى في ظل انهيار أسعار النفط لارتباط هذا الأمر بمدى استعداد الدولة للتخزين الذي يشكل بدوره كلفة عالية تتجاوز أسعار الذّهب الأسود بعد انهيارها المدوي.
يذكر أن سعر برميل الخام الأمريكي (خام غرب تكساس الخفيف WTI West Texas Intermediate) وصل إلى 37.63 دولارا تحت الصفر، مع إغلاق تعاملات أمس الاثنين. ووفق مراقبين متخصصين وبغض النظر عن عامل المضاربة الذي أسهم في انهيار أسعار النّفط في ظل أزمة جائحة كورونا التي أدت إلى تهاوي الطلب في ظل اغراق السعودية وروسيا السوق، فإن مرد هذا الانهيار هو مشكلة تخزين النفط وسعر التخزين الذي أصبح أعلى من سعر المنتج الأمر الذي اوصل قيمة النفط، تسليم ماي، بسوق نايمكس الأميركي إلى ما دون الصفر وإلى سالب 37 دولارا البرميل الواحد وهو ما يعني أن منتجي النفط مستعدون لدفع أموال للمشترين حتى يتخلصوا من المخزون الموجود لديهم، وفق تقارير متخصصة.
