شهدت بورصة سوق العقار في الجزائر مؤخرا ارتفاعا ملحوظا خاصة بالمدن الرئيسية، بشكل جعل الأسعار ببعض المناطق تفوق أسعار العقارات في كبريات المدن العالمية، سواء بالنسبة للإيجار أو البناء أو عمليات بيع وشراء السكنات، ارتفاع نتجت عنه عدة عوامل بحسب المختصين في هذا المجال.
تقهقر إيجار البيوت الفخمة
ويؤكد جغبلو أمير عماد مدير الوكالة العقارية الأمير الهلالي في حوار لـ TSA عربي أن بورصة أسعار وإن شهدت مؤخرا أسعار ايجار السكنات الفخمة أو الجاهزة التي تتراوح أسعارها ما بين 70 ألف دج الى ما فوق انخفاضا ب 10 بالمئة،واستقرار أسعار ايجار السكنات العادية التي تتراوح أسعارها ما بين 30 ألف الى 60 ألف دج، إلا أن أسعار العقار في الجزائر تبقى مرتفعة على العموم، في حين تبقى عمليات بيع وشراء السكنات في ركود تام.
كما أرجع ذات المتحدث سبب ارتفاع أسعار العقار في الجزائر إلى تفاقم نسبة عدد المستأجرين التي تتزايد يوما بعد يوم، ناهيك عن الظروف الاجتماعية التي يمر بها المواطن الجزائري ، فكل فرد من أفراد العائلة يفضل السكن لوحده مع أسرته الصغيرة .
وعن بورصة أسعار شراء القطع الأرضية ، فيتراوح سعر المتر الواحد في المناطق الصناعية بالجزائر العاصمة ما بين 70 ألف الى 20 ألف دج طبعا على حسب المنطقة والمساحة ، وبالنسبة للمناطق السكنية فتتراوح أسعارها ما بين 10 آلاف الى 50 ألف دج للمتر الواحد .
مشاكل تعترض المرقيين العقاريين وتدفع الأسعار الى الارتفاع
من جهته أفاد المرقي العقاري والمهندس المعماري ورئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل بسكيكدة رضا سحنون في حوار لـ TSA عربي أن سبب ارتفاع سوق العقار بالجزائر راجع لعدة أسباب، أثرت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة المرقين العقاريين، الذين بسببها قلت مشاريع لبناء ودفعت الأسعار الى الارتفاع، ذكر منها الأزمة الاقتصادية التي شهدتها الجزائر عقب انهيار بورصة أسعار النفط منذ 2014 ، ضف الى ذلك نقص السيولة، ودخول صيغ جديدة للسكن حيز الخدمة و يتعلق الامر بصيغة LPA و أنماط سكنية غير قابلة للتنازل .
وأرجع رضا سحنون الذي انخفض رقم أعمال شركته بنسبة 50 بالمائة منذ 2012، الارتفاع في سوق العقار أيضا الى التمويلات البنكية التي تعتبر مشكل وطني ، ومشكل العقار الذي يختلف من ولاية إلى أخرى، ولابد من إعادة النظر في مخططات التوجيه والتهيئة العمرانية .
الدراسات الاستشرافية
بالمقابل أكد المكلف بالإعلام على مستوى فيدرالية الوكالات العقارية مناصري نور الدين في حوار لـ TSA عربي أنه يجب على الجزائر ان تكون لديها دارسة ورؤية استشرافية على مدى 50 سنة بالنسبة للبرامج السكنية .
كما دعا مناصري نور الدين بضرورة تواجد أقطاب اقتصادية تتبع البرامج السكنية، فلا يمكن لشخص أن يعمل برويبة مثلا ويسكن بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله وبالتالي سوف يضطر الساكن لاستئجار بيت أين يعمل نظرا للمسافة الطويلة التي سيقطعها من منطقة الى أخرى، مشيرا إلى أن برنامج مليون سكن الذي أقره رئيس الجمهورية لن يستمر في نفس السيرورة وستنخفض نسبة لا بأس بها من هذا البرنامج .
خبير : هذه أسباب فوضى العقار
وفي سياق الموضوع أكد الخبير في الاقتصاد العقاري عبد الرحمان بن يمينة في حوار لـ TSA عربي أن السوق العقارية هي سوق بعيدة كل البعد عن النموذج الاقتصادي للترقية العقارية بمفهومها الواسع ، حيث يحمل السوق في طياته عناصر تقف في وجهه لغياب حركية اقتصادية تتناسب و النموذج الاقتصادي للإنتاج.
وفيما يخص ارتفاع سوق الايجار فهو راجع لعجز الفرد على الشراء ضف الى ذلك الفوضى العارمة التي تشهدها سوق البيع و الشراء و عليه تنجم الندرة و الخلل في الاستثمار بهذا السوق و هنا لا يمكن تلاقي نقطة العرض و الطلب في سوق الايجار الا في مساحة السعر المرتفع .
وبما أن الدولة هي من ستتحمل كل الضغوط الناجمة عن سوق العقار كونها المرقي الأول سنصل الى انسداد في عملية الشراء و البيع ، و سيمتص جزء من هذا لانسداد تفعيل و دعم العقار الايجاري المتناسب مع منحنى ارتفاع الأجور و كذلك حركية الأفراد حيث يتحرك السوق بعرض الشقق التي سمح قانون المالية ببيعها ، لكن العملية الواجب القيام بها هي امتصاص خلل الشغل في منطقته و هكذا تتوزع الأفراد بطريقة تسير نحو الانتظام مع السنوات و ننتهي بامتصاص الخلل بين 67% من السكان المتوزعة على نسبة 4% من مساحة الجزائر ، و هو من الأهداف الكبرى للمخطط الوطني لتهيئة الإقليم .
الخبر | الساحة الجزائرية: العقار في الجزائر : إيجار البيوت الفخمة يتراجع بـ 10 بالمائة وركود في البيع والشراء – يمكنك مشاهدة مصدر الخبر الاصلي من الرابط التالي وهو : الجزائر365 ويخلي موقع الوحدة عن مسؤوليته الكاملة عن محتوي اي خبر وانما تقع المسؤولية على الناشر الاصلي للخبر.
