إن انقاذ تونس من أزمتها الحالية وانتشالها من مستنقع الفشل الاقتصادي والمالي والاجتماعي والسياسي وارد. ولن يتم إلا بحلول تونسية بحتة بعيدا عن القروض الأجنبية المكلفة التي تخلف التبعية. فتونس أو بالأحرى كفاءات تونس لها قدرة غير محدودة لتعبئة الموارد كمّا وكيفا. أما الاستثمارات الأجنبية المباشرة والانفتاح على الخارج ودعم الشراكة مع المستثمرين الأجانب فهي محبذة. والمهم في المرحلة القادمة هو الاعتماد على الذات لأنه أفضل الصفات والاستعانة بأهل الذكر والاختصاص الذين لديهم الحلول الحقيقية والبرامج العلمية والعملية وأفكار جديدة قابلة لتحويل السلبي إلى إيجابي. حيث أن السلطة ليست حكرا على أحد والمسؤولية تكليف وليست تشريفا. بل الحكم أمانة يسأل عنها يوم القيامة يوم يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وتتقطع بهم الأسباب. فإنقاذ تونس ممكن. ولكن علينا القطع مع عقلية الغنيمة التي اتبعها كل من حكم تونس منذ 2011 ومحاسبة كل من أجرم في حق هذه البلاد التي تحولت إلى أرض لتصدير الارهاب ومسرح للعمليات الارهابية وانعدام الأمن.
كما يبقى الاستثمار الأجنبي المباشر من أكبر التحديات بالنسبة لتونس بحكم ضعف التمويل الوطني سواء كان عموميا أو خاصا.